عصت الدموع وفي العيون عناء ناديتها شوقاً فضاع النداء
يا أيها الدمع العصي تشققت مني الجفون وحلا فيها الداء
فالنوم فارقها وانت هجرتها والشوق للقلب المحب بلاء
أقضي الليالي ساهراً في خلوةٍ عفت الفراش كأننا أعداء
تمضي الدقائق مرةً وبطيئة والصمت ساد كأنها بكماء
ياصبر إني لا أطيقك فرتحل مالي على البعد الطويل عذاء
الشوق ناراً في الضلوع وشوقه تحت الجفون تحسرٌ وبكاء
تخاطب الليل الطويل جوارحي فتجيبني أعماقه السوداء
وتقول صبراً فالأحبة دونهم دربُ بعيد دونه بيداء
وتهزني الذكري لأيامٍ خالت مثل الشراع تهزه الأنواء
ذكري الذي رمي الفؤاد بسهمه فأصابني وأذيعت الأنباء
وأصابه سهمي وبرحني الهوي بدمائنا فكأننا الشهداء
الجرح في القلبين جرح واحدُ وصالنا لو تعلمون دواء
إن القلوب إذا أصيبت بالهوي لا يرتجي من ذا المصاب شفاء
فإذا الجراح تصاعدت أهاتها وعلى الرمال تجاوبت أصداء
فأعلم بأن البعد هم قاتل ودواء أهات القلوب لقاء
ارض الأحبة طال عهد فرقنا والبعد عنكي مذلة وشقاء
ما غاب رسمكي عن خيالي لحظةً فأنا الوفي ولن يضيع وفاء
الله أعطانا القلوب هديةً والحب في كل القلوب عطاء
هو زهرة العمر السعيد وعطرها هو إن أراك سعادة وهناء
فإذا شقيت فليس من أفعاله بل إن ذاك مقدرٌ وقضاء
يازهرة الحب التي رويتها إني أغني والغناء بكاء
الذكريات اليوم عاد لهيبها ليهز قلبي ياحبيبي نداء
أتراك مثلي ساهراً ياليتني وحدي أعاني ما أتاك عناء