بيضاء
بيضاء شقراء حسناء
لا كدر يشوب صفاءها
كالياسمين نقاوة وعيسؤا
الوت فضمني من شعرها
ليل رأيت البدر فيه منيرا
وشممت نفح الزهر الذي
ما زال في الروض البهيج نضيرا
وسكرت من خمرين خمر لحاظها
ورضاب ثغر قد تألق نورا
وشعرت لما مس صدري صدرها
اني اذوب صبابة وحبورا
فنسيت ان العمر حلم زائل
وشعرت اني قد حييت دهورا
بروحي فتاة بالعفاف تجملت
وفي خدها حب من المسك قد نبت
وقد ضاع عقلي واستبدت واقبلت
ولما طلبت الوصل منها تمنعت
وقال اما تخشى وانت امام
مقامك يا هذا مقام معظم
وفي الدين والدنيا عليك المعول
اتزعم ان الريق مني محلل
فريقي مدام والمدام حرام
ذكراك تسبيح ونهديك معبد
وانا التقي الراهب المتعبد
انتي الفريدة بالجمال
وانني متصوف عف الجنان موحد
شلال شعرك والعيون الهة شعري
وخمري نهدك المتمرد
اهواك اهوى الحسن لحظا قاتللا
فالموت في عشق العيون توحد
على رخامة صدرها الفاتن الرطب
ارى الصليب وفي سلساله الذهب
يموج او يتدلى فوق ناهدها
كما يموج محيا الشمس في اللهب
يعلو ويهبط في بهج ورجرجة
كهودج العيس في مشي وفي خبب
جل المسيح عاش المسيح
فما اوصاك سفك دمي
وبوركت خشبات الصلب من خشب
يا أخت مريم والعذراء طاهرة
اني حببتك في طهر وفي ادب
يا زين داني على رمان صدرك حرز
وبظلهم التجي وابقى عليهم حرز
يا معذب لقلبي
يابا يحرس جمالك
ومن جوى الجوادي حرز
يا زين داني اخوض بحر العشق وياك
والله ما خون العهد وياك
وان متت قبلك تذكر عشرتي وياك
وان متت قبلي لالبس من ثيابك حرز
خلقت الجمال يا رب
وقلت يا عبادي اتقون
فانت رب تحب الجمال
فكيف عبادك لا يعشقون
صل من تحب ودع كلام الحاسدين
ليس الحسود على الهوى بمساعد
لم يخلق الرحمن اجمل منظرا
من عاشقين على فراش واحد
متعانقين عليهما من حلل الرضا
متوسدين بمعصم وبساعد
واذا تالفت القلوب على الهوى
فالناس تضرب في حديد بارد
وإذا صفا لك زمانك واحد
فهو المراد وعش بذاك الواحد